
حينما أراد ” الكائن الغربى ” أن يهدد بلاد العرب فكر وخطط ثم قرر أن يعلم شعوبها شعار ” الحرية ” ..
ولكنه اقتصر على معنى واحد لاغير …
حرية الإعتراض فقط …
وذلك حتى يصبحوا سيوفا مشهرة مسلطة على رقاب الحكام حينما يرفضون الخضوع والخنوع للأوامر الغربية ….
وفي نفس الوقت أعطوا الحرية لبعض الشعوب الأخرى كي يهدموا ويقوضوا أركان بلادهم ..
سحبوا من بعض ولاة الأمور الحرية في اتخاذ القرار وهذا في الأوطان التي لا تهدم بشعوب
أو بالأحرى سحب سجادة السيادة بقواعده وجعل مصير العروش في يده فأخضعهم للموقف أو القرار وليس لكلمة تقال وسط جماعة تساندك .. لا .. إطلاقا …
ولكن من خلال قدرتك على أن تقول أو تصدر تلك الكلمة أو هذا القرار …
بمعنى أن يكون عندك أنت الحرية لأن تعلنه بنفسك على الملأ دون الإعتماد على من يتحمل عنك أو يسندك ويدعمك أو يتحمل هو النتائج بالنيابة عنك …
حتى لو كان هذا في مواجهة الشيطان نفسه ..
سوف أصرح به ولن يهزني تهديد أو وعيد طالما كانت عقيدتى ثابتة وطالما كنت مؤمنا بها …
الأهم أن يكون عندك السيادة علي كامل أرضك ولديك القدرة على تحمل نتيجة إعلان رفضك أو قبولك ….
كان السؤال المفصلى عندما بدأت المعمعة ووقعت الأحداث المتلاحقة وانكشف المستور وسقطت الأقنعة عن الجميع:…
لو بدأ بالفعل التهجير من أجل تصفية القضية الفلسطينية ماذا سيكون موقف العرب !!؟؟
ثم ماذا بعد وقد تم الإعلان فعلا عن التهجير والتصفية علناً وبوقاحة وتصدت مصر انطلاقا من دورها وثقلها التاريخي وعمقها الاستراتيجي ومسؤوليتها التاريخية تجاه شعبها وتجاه جميع أشقائها العرب حتى وإن بعدوا أو تخلوا أو حتى خانوا ( اعتذر عن قسوة التعبير ) …
تصدت مصر لكل تصريح وتصدت لجميع المحاولات كما تصدت من أجل صيانة سيادة غيرها ..
ليصبح السؤال:…
هل يا ترى حينما يتم هدم مصر في أرضها من أجل أن تصون القضية وتمنع التهجير ماذا سيكون موقفهم !!؟؟
أو بالأصح ياسادة …
هل سيكون عندهم الحرية والشجاعة كي يعلنوا هذا الموقف .. ؟
هل يستطيعوا أن يقولوا ” لأ ” ..!!!
ولو افترضنا جدلا أن عندهم حرية القرار فيما يخصهم … هل سيكون عندهم حرية القرار فيما يخص غيرهم !!؟؟
أعتقد بل أكاد أن أجزم أن هذا هو ما أزعج الطاووس الأهوج الذي ورث تركة مثقلة بالديون … مما جعله يرفع سقف مقابل زيارته إلى تريليون دولار ..!!
هذا هو سبب دعوته أو استدعائه لملك الأردن ووضعه في موقف حرج صعب أمام الصحفيين من أجل أن يسلط الضوء على ما أدركه ووعاه …
هو يعلم أن مصر ستواجه منفردة ومن أجل هذا وجدناه ضاغطا ومتفرعنا ..
فهو يعلم تماما أن المحيط العربى مياهه أصبحت ” عكرة ” وغير صافية ويعلم أيضا أن أعماقه قد أصابها العفن والعطب …
فالجميع مسلسلون فى قيد العروش يا سادة ومكبلون أيضا في قواعد الحماية ..
ماعدا عبد الله ” المصرى ” الذي أدرك أن عرشه محفوظ بعناية مالك الملك وهو وحده سبحانه من بيده النصر والتمكين ….
وكل من توكل عليه نال الحرية ..
الحرية أن يقول ” لا ” وأن يصمم عليها حتى وإن انفض الجميع من حوله وتركوه وحيدا …
ويبقى أمر الله نافذا ثم قدرة رماة سهام كنانته خير الأجناد فى حفظ الأرض والعرض والكرامة ….
ثم إرادة نبت أرض التجلى … المرابطون ..أعلنوها بحرية .. شرفنا ودماء شهداءنا ليسوا للبيع أيها الطاووس الغبي ..
فهنا القاهرة … القادرة ..
هنا عاصمة القرار ….






